القسم : مشكلات الوظيفة بين الزوجين
العنوان : أشكو إليكم ما أعانيه من ابتلاءات في عملي
عدد القراء : 2153
الإستشارة :بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته : حياكم الله : أسأل الله أن يرزق جميع العلماء الإخلاص في الأقوال و الأعمال أنا عبد الله من تونس : أشكو إليكم حالي و حسرتي فيما أعانيه من ابتلاءات في مجال عملي خاصة في مسألة الصلاة في وقتها و كذالك الاختلاط الشديد . عندي سؤال يا شيخنا في مسألة الصلاة جماعة في مصلى العمل و هو مصلى غير رسمي: يا شيخنا إني أشتغل في مجال صيانة خطوط الإنتاج بشركة أجنبية . فعندما يقع عطل في إحدى خطوط الإنتاج أذهب لإصلاحه و يستغرق ذلك أزمان مختلفة و ذلك حسب نوعية العطل. يا شيخنا في بعض المرات يتزامن إصلاح هذا العطل مع وقت الصلاة جماعة في المصلى . سؤالي يا شيخنا: في تلك الحالة هل أقطع عملي ثم أذهب إلى الصلاة جماعة و هذا قد يؤخر عودة الإنتاج . أو أتخلف عن الصلاة جماعة و أواصل عملي ثم أذهب و أصلي فذ وحدي. بعون الله يا شيخنا لا يهمني أن أخرج من هذا العمل إن كان ذلك هو الحق و الذي يحبه الله ويرضى رغم حاجتي للمال من أجل الزواج مستقبلا فمن ترك شيء لله عوضه الله خيرا منه. فعملي يا شيخنا كله اختلاط شديد و أنا أبتيلة به و إنني يا شيخنا أحرص علي الصلاة في وقتها وأحاول أن أجد العمل البديل الذي يحبه الله و يرضى و الله يا شيخنا تعبت كثيرا فإيماني ضعف و دنت همتي القليلة و نقص ذكري لله و أرغب في العمل الصالح الذي يوعنني علي ذكر الله و يرزقني به الله العفاف و أرغب كذلك خاصة في الهجرة . أفيدوني يا شيخنا و أنصحني يا شيخنا و أدعو لنا الله أن يجعل لي مخرجا من كل ضيق و يرزقني الهجرة في سبيله و الإخلاص فيها. شرح الله لك صدرك و أسأل الله أن يرزقك الإخلاص و يدخلني و إياك الجنة . السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الجواب:
الصلاة في الجماعة واجبة في جميع الأوقات لقول الله تعالى : ( وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ ) النساء/102 . فأوجب سبحانه تعالى الصلاة في الجماعة في حال الحرب ، فكيف بحال السلم ؟
وروى البخاري ( 608 ) ومسلم ( 1040 ) أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلاً فيؤمَّ ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأُحرق عليهم بيوتهم ) ، وفي صحيح مسلم ( 1044 ) ( أن رجلاً أعمى جاء إلى النبي فقال : يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فسأل رسول الله أن يرخص له في بيته ، فرخَّص له فلما ولَّى دعاه فقال : هل تسمع النداء بالصلاة ؟ قال : نعم . قال : فأجب ) ، فينبغي للمسلم أن يحافظ على الصلاة في الجماعة في جميع الأوقات وأن لا يشغله عنها شاغل من شواغل الدنيا .
قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) المنافقون/9 ، .
وهذا الحكم هو لصلاة الجماعة في الصلوات الخمس ، أما النوافل فأمرها أيسر من ذلك ، فيجوز للمسلم أن يصليها في بيته .
ولا يجوز للمسلم أن يرهق نفسه في أعمال الدنيا على حساب عبادته وصلاته ، وقد وصف الله تعالى المؤمنين أنهم لا تلهيهم تجارتهم ولا بيعهم عن ذِكر الله وإقام الصلاة فقال تعالى : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ . رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ . لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) النور/36–38 .
وفي ختم الآيات بقوله تعالى ( وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) إشارة إلى أمر ينبغي التفطن له لمن بذل وقته في التجارة والعمل على حساب طاعته لربه ، وهو أن الرزق بيد الله يرزق من يشاء بغير حساب ، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال : ( أيها الناس ، اتقوا الله وأجملوا في الطلب ، فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها ، وإن أبطأ عنها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم ) رواه ابن ماجه ( 2144 ) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب " ( 1698 ) .
فلا مانع من بذل الأسباب في الرزق لكن ينبغي على المسلم أن لا يبالغ في العمل فيبذل له وقته كله على حساب طاعته وصحته ، وعليه أن يسدد ويقارب .
نسأل الله تعالى أن يهدينا لأحسن الأقوال والأفعال والأخلاق ، وأن يرزقنا رزقا حسناً طيبا مباركاً فيه .
والله أعلم .
منقول بتصرف
الإسلام سؤال وجواب
أضيفت في: 2008-08-09
المستشار / الشيخ:
محمد الثبيتي
أضيفت بواسطة :
الشيخ : محمد الثبيتي
5142 ـ عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية، وجعل عتقها صداقها - البخاري.