الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيك هذا قرار شُجاع ، وأنت مأجورة على ترك مثل هذه الدراسة المختَلَطة مع ما فيها من معاصي وآثام . ولا تجوز طاعة الوالدين في معصية الله ، لأن طاعة الله مُقَدَّمة على طاعة كل أحد . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا طاعة في معصية الله ، إنما الطاعة في المعروف . رواه البخاري ومسلم . ومثل هذه الدراسة لا نفع فيها ، بل فيها الضرر في الدنيا والدِّين . فيها هلاك الدين والدّنيا فَكَم هُتِك بسببها من أعراض ؟ وكم ضاعتْ فيها مِن قِيَم ؟ وكم انتُهِكتْ فيها من حدود ؟ وكل ذلك باسم الدراسة وباسم المدنيّة والحضارة ! ولِيُعلَم أنه لا خير في المعصية ، وأن الله ما حرّم شيئا إلا ومفسدته مُتحققة واقعة أو تكون المفسدة في الْمُحرَّم هي الأكثر ، فتكون المفسَدة راجحة على المصلحة . وقد نصّ الإمام ابن القيم على " أن ولي الأمر يجب عليه أن يمنع اختلاط الرجال بالنساء في الأسواق والفُرَج ومَجَامِع الرجال . قال مالك رحمه الله ورضي عنه : أرى للإمام أن يتقدّم إلى الصّـيّاغ في قعود النساء إليهم ، وأرى ألا يترك المرأة الشابة تجلس إلى الصياغ " . وقال عن الاختلاط : فالإمام مسئول عن ذلك ، والفتنة به عظيمة . وقال أيضا : وله [ أي ولي الأمر ] أن يحبس المرأة إذا أكثرت الخروج من مَنْزِلها ، ولا سيما إذا خرجت متجملة ، بل إقرار النساء على ذلك إعانة لهن على الإثم والمعصية ، والله سائل وليّ الأمر عن ذلك , وقد مَنَع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه النساء من المشي في طريق الرجال والاختلاط بهم في الطريق ؛ فعلى ولي الأمر أن يَقتدي به في ذلك ... ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشرّ ، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة ، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة ، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا ، وهو من أسباب الموت العام ، والطَّواعين المتصلة ... فمن أعظم أسباب الموت العام كثرة الزنا بسبب تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال والمشي بينهم متبرجات متجملات اهـ . وكنت ذكرت بعض الأدلة الدالة على تحريم الاختلاط ، وذلك هنا : http://www.gafelh.com/gafelh/ask.php?action=show&ask_q_id=217 والله تعالى أعلم . المصدر : قافلة الداعيات أجاب عليه المستشار : عبدالرحمن السحيم