القسم : الإنحرافات السلوكية
العنوان : أنا (منافق) فعلاً بدون مواربة أو تصنع
عدد القراء : 2300
الإستشارة :.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أسأل الله ان يجزيك خيراً على قراءة هذه الرسالة وعلى الرد عليها، لدي مشكلة آمل أن تقرأها وترد علي بنصيحة لعل الله بنفعني بها وأن يفرج عني ما انا فيه.
بداية أحب ان أصف لك نفسي حتى تكون نصيحتك علي بينة ومعرفة بالحال.
أنا (منافق) فعلاً بدون مواربة أو تصنع للزهد فأنا (منافق).
صحيح أنني بدات رحلتي مع أهل الخير وأنا في بداية المرحلة المتوسطة، مع ما تخلل ذلك من تذبذب يصاحب سني المراهقة، لكنني الآن منافق.
صحيح أنني لم أمرر الموس على لحيتي يوماً منذ أن نبتت، لكنني فعلاً منافق.
صحيح أن لي مساهمات كبيرة في عدد من الجهات الخيرية، ولكنني منافق.
أسمع كثيراً عن عبارة (لا تجعل الله أهون الناظرين إليك) . . أنا بالفعل أشهر بهذا بقوة . . أشعر أنني منافق اظهر للناس الصلاح والمظهر الحسن . . (... وإذا خلو بمحارم الله انتهكوها) ! !
أشعر وبقوة بصدق الحديث (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)، أشعر بصعف كبير أمام الشهوة الجنسية، أمام صور النساء، التي جربت الاطلاع عليها على الشبكة، ثم ادمنت ذلك، أفعله وأستغفر وأندم ثم أعود، لا استطيع الانقطاع عن الشبكة فأكثر أعمالي عبر الشبكة، وبعضها لجهات خيرية.
صحيح أنني قبل زواجي سافرت مرافقاً لمريض إلى الخارج، وراودتني نفسي والشيطان أن أطلع على المجلات العارية، ولكنني قاومت بشدة، بالرغم من أنني لوحدي في الفندق، ولا أحديعرفني، وبالرغم من لهيب الشهوة في ذلك السن، ولا أزال أجد لذة ذلك إلى اليوم، بعد أكثر من عشرين سنة.
لكنني اليوم أصبحت منافقاً، أظهر للناس الحسن، ربما اضطراراً، فليس من المعقول أن (فلاناً) الذي كان وكان وكان . . ينتكس !!
أعتقد أنني احافظ على صورتي الحسنة أمام الناس ليس لله، وإنما ربما لأنني كما يقال وصلت في الطريق إلى نقطة اللاعودة، فقد أصبحت علماً عند أقاربي ومن حولي على الدين.
أحياناً أصاب بضعف شديد في الإيمان . . بل أكاد أنه قد يكون يرفع . . فأمضي ساعات طويلة أمام الصور والمقاطع العارية على الشبكة، لا أحب ان أفصل في هذه النقطة، لكنها تتركني محطماً للأسابيع وأشهر، وهي لا تحدث إلا نادراً.
متزوج ولدي أطفال، ربما يكون لسلوك زوجتي دور، فقد ابتعدت عني في السنوات الأخيرة بعد نوبة كره بسبب الوحام، وشيئاً فشيئاً أصبحت علاقتنا باردة . . بل حتى القبل لم تعد تتقبلها، لكنني أجزم أن هذا ليس السبب الأكبر، وإنما أحس أن السبب الأكبر هو النفاق . . نعم النفاق
ما ذا أفعل . . ! ! !
الجواب:
الحمدلله
.. نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .. كما نسأله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ، وألا يجعله ملتبساً علينا فنضل ..
أخي المسلم نشعر في كلماتك بأنك متضايق من حالك جدا ، وأنك تشعر أنك على خطأ ، وهذا إن شاء الله علامة الصدق ، وبداية التوبة بإذن الله .
إذ كل إنسان منا يحتاج أن يقف مع نفسه وقفات ، ويصدق العزم حتى يبدأ جهاد نفسه الأمارة بالسوء ، ويسلح نفسه بالأسلحة .
وسنعطيك بعض الإرشادات التي نسأل الله عز وجل أن ينفعنا وإياك بها :
أولا :
ادع الله عز وجل , تضرع إليه ، واعلم أن الله لا يخيب من دعاه ، قال تعالى : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) غافر /60 ، وألِحّ على الله بالدعاء وتحرّ مواطن الإجابة في السجود وبعد الصلاة وفي آخر ساعة من نهار يوم الجمعة وفي ثلث الليل الأخير حين نزول ربنا تعالى إلى السماء الدنيا فينادي هل من داع فأستجيب له ، هل من مستغفر فأغفر له . ولا تستبطئ الإجابة فالله قريب يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء .
ثانيا :
ينبغي على الإنسان أن يزداد من العبادات ، كما قال تعالى : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) هود / 114 ، واعتن بالصلاة فهي كما قال الله تعالى : ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) العنكبوت / 45 .
ثالثا :
ينبغي للإنسان أن يحرص أن يزيد معرفته بالله سبحانه وتعالى ، وذلك بأن يعرفه من خلال أسمائه وصفاته ، ومن خلال التفكر في ملكوت السماوات والأرض ، فعند ذلك يشعر الإنسان بالحياء من الله سبحانه وتعالى ، وكما قال بعض السلف : لا تنظر إلى صغر المعصية ، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت .
ثالثا :
أن تعلم أن الطريق إلى الجنة شاق ويحتاج إلى مجاهدة وصبر ، وقد قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت / 69 .
رابعا :
تدبر في فوائد غض البصر ، واجعلها حاديك في الطريق ، تسلو بها عن وساوس النفس ونزغات الشيطان ، وهذه بعض الفوائد نسوقها إليك لعل الله أن ينفعنا وإياك بها :
1- أن غض البصر امتثال لأمر الله ، قال تعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) النور / 30 ، وامتثال أمر الله هو غاية سعادة العبد في الدنيا والآخرة .
2- أنه طهارة القلب وزكاة النفس والعمل.
3- أنه يمنع وصول أثر السهم المسموم ؛ فإن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس .
4- تعويض من غض بصره بحلاوة الإيمان في القلب .
5- حصول الفراسة الصادقة التي يميز بها بين الحق والباطل .
6- أنه يخلص القلب من ألم الحسرة، فإن من أطلق بصره دامت حسرته .
7- أنه يورث القلب سرورا وفرحا ونورا وإشراقا أعظم من اللذة الحاصلة بالنظر .
8- أنه يخلص القلب من أسر الشهوة فإن الأسير هو أسير هواه وشهواته .
9- أن غض البصر يقوي العقل ويزيده ويثبته، وإرسال النظر لا يحصل منه إلا خفة العقل وعدم ملاحظته للعواقب .
خامسا :
ننصحك بقراءة كتاب ( الداء والدواء ) لابن القيم ، فهو كتابٌ نفيس جدا .
نسأل الله أن يعصمنا وإياك من مضلات الفتن ، وأن يرزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح ، وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
من كلام الشيخ محمد بن صالح لمنجد حفظه الله
أضيفت في: 2008-11-22
المستشار / الشيخ:
الشيخ : محمد الثبيتي
أضيفت بواسطة :
الشيخ : محمد الثبيتي
5142 ـ عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية، وجعل عتقها صداقها - البخاري.