تم بحمد الله إطلاق النسخة التجريبية الثانية لموقع إعفاف - ويسرنا أن نتلقى ملاحظاتكم. ويسعد الموقع بأستضافة علماءومشايخ فضلاء للاجابة على اسئلتكم واستشاراتكم ومنهم : والشيخ الدكتور سعيد بن مسفرالقحطاني والشيخ الدكتور سعد البريك الشيخ عبدالمحسن القاسم امام المسجدالنبوي والشيخ الدكتور محمد الدخيل والشيخ الدكتور سعيدغليفص والشيخ الدكتور عبدالرحمن الجبرين والشيخ طلال الدوسري والشيخ الدكتور حسن الغزالي والشيخ الدكتور حمد الشتوي عضو هيئة كبار العلماء والشيخ الدكتور عبدالله الجفن والدكتورعبدالله بن حجر والدكتور منتصر الرغبان والدكتور ابراهيم أقصم والشيخ محمد الدحيم والشيخ مهدي مبجر والشيخ محمد المقرن والشيخ خالد الشبرمي والشيخ فايز الاسمري والدكتور سعيد العسيري والشيخ الدكتور أنس بن سعيد بن مسفرالقحطاني والشيخ الدكتور علي بادحدح والشيخ حسن بن قعود والشيخ سليمان القوزي والشيخ الدكتور محمد باجابر والشيخ عبدالله القبيسي والشيخ الدكتور محمد البراك والشيخ عبدالله رمزي وفضيلة الشيخ محمد الشنقيطي والشيخ الدكتور صالح ابوعراد والشيخ الدكتور عوض القرني والشيخ الدكتور عبدالعزيز الروضان والشيخ الدكتور عبدالحكيم الشبرمي والشيخ خالد الهويسين والشيخ محمد الصفار والشيخ خالد الحمودي والشيخ عبدالله بلقاسم والشيخ محمد عبدالله الشهري والشيخ رأفت الجديبي والشيخ احمد سالم الشهري والشيخ محمد شرف الثبيتي والاستاذة عبير الثقفي والاستاذة رقية الروضان والاستاذة مها المهنا
 
 


القسم : اختيار الزوج أو الزوجة
العنوان : ابوها يرفضني كلما اتقدم لخطبتها
عدد القراء : 2551

الإستشارة :الإستشارة / مشكلات العلاقات الأسرية / العنوان : اريدها وتريدني ولكن ابوها يرفضني كلما اتقدم لخطبتها يعلم الله اني قد ترردت كثيراً لطرح مشكلتي في هذا الموقع ولكن ما اثلج صدري ما قاله الشيخ الفاضل // محمد بن مجدوع الشهري .. في برنامج بيوت مطمئنة الذي كان بتاريخ 17\5\1430هـ الذي كان بعنوان (( زوجوا الشباب والفتيات )) قال تعالى: << ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها>>-الروم/21- وقال تعالى: << هو الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وجعلَ منها زوجهَا ليسكن إليها>>-الأعراف/189-. - وأن الرسول صلى الله عليه وسلم حثَّ على الزواج ورغبَ فيه فقال: (( يا معشر الشباب, من استطاع منكم الباءة؛ فليتزوج؛ فإنه أغضُّ للبصر, وأحصن للفرج...))-متفق عليه- انا في حيرة من امري .. والان سوف اشرح لكم موضوعي.. انا شاب ابلغ من العمر 33عاماً..وأُصلي فروضي في المسجد ولله الحمد والمنّه ..متخرج من الجامعة. وحالياً لدي وظيفتي وشقـتي الخاصة..وسيارتي الخاصة.. وارغب بالزواج من فتاة قد احببتها .. وقد عرفتها عن طريق اهلي.. فهي صديقة لبنات اختي في الجامعة.. وقد قمت بالتقدم لخطبتها ولكن اهلها قد رفضوني لسبب وسوف اقوم بتوضيح السبب الان :- السبب هو انني انا مقيم فلسطيني ولكنني من مواليد المملكة العربية السعودية.. ولم اغيب عن مكان اقامتي في السعودية الا عندما قررت ان اكمل دراستي الجامعية في الخارج.. ولكنني كنت في كل نهاية فصل دراسي اعود الى اهلي ومسقط رأسي في المملكة .. وأن البنت ايضاً الى الان تحمل الجنسية اليمانية وليست سعودية.. ولكن امها سعودية الاصل وابوها يماني الاصل ولا يملك الجنسية السعودية ولكن البنت تدرس بالجامعة لان امها سعودية فهي تملك ورقة (( تعامل معاملة السعوديات )).. وعندما تقدمت لخطبتها كان هناك رفض من والدها من ان ينكحني هذه الفتاة وذلك لسبب انه يريدها ان تصبح ابنته سعودية.. وذلك لن يتحقق الا بعد ما يصبح عمر الفتاة 25 او 24 عاماً.. مع العلم انني انا والفتاة قد احببنا بعض .. من كثر ما اهلي يكلموني عليها ومن كثر ما هي تسمع عني كلام من قريباتي بالجامعة التي يدرسون بها .. فقد تعلقنا ببعض لدرجة كبيرة.. مع العلم ان الفتاة لا تريد غيري زوجاً لها.. وهي تريدني انا فقط.. وقد توعدت البنت لأهلها ان لم اكن انا زوجها فلن تتزوج اطلاقاً من اي من سوف يأتي لخطبتها.. وافيدكم علماً بأنني قد ذهبت لأبوها مرة اخرى لكي اقنعه بأن اريد الزواج من ابنته لانني لا اريد غيرها وانني سوف اقوم بتنفيذ جميع طلباتهم .. الا انه قد رفضني مرة اخرى بسبب الجنسية.. مع العلم انني قد تقدمت لوالدها اكثر من 6 مرات على فترات متباعدة .. فما كان بيدي الا ان ارضى بالامر الواقع.. وانسحب وانا اجر اذيال الخيبة ورائي.. فأرجوك يا شيخنا الفاضل انك تنصحني بعمل اقوم به لكي اقوم بالزواج من هذه الفتاة التي لن اتزوج غيرها بإذن الله .. فقد ارتبتط قلوبنا ببعض.. مع العلم ايضاً انني في كل مرة اصلي الاستخارة احس براحة لم اشعر بمثلها من قبل ..وكذلك الفتاة ... التي كانت على تواصل معي ولكن ليس بشكل مباشر .. وانما عن طريق قريباتي في الجامعة .. كما افيدكم يا شيخنا الفاضل ان الفتاة لا تريد غيري زوجاً لها.. والسؤال الذي اريد ايضاً طرحة على فضيلتكم :- س :- هل هذا يعتبر من عضل المرأة ؟؟ وكيف سوف التمس المساعدة منكم يا شيخنا الفاضل؟؟ ارجوا من الله العلي القدير ان تفيدونني وان تكونوا فضيلتكم انتم سبباً في زواجي من هذه الفتاة التي طالما بحثت عنها في احلامي.. وافيدكم يا سماحة الشيخ الفاضل أن حالتي النفسية والصحية جداً قد استائت بسبب هذه المشكلة التي اريد لها حلاًّ عاجلاً ان شاء الله من فضيلتكم.. وكما اخبرتكم يا فضيلة الشيخ انني ارغب كل الرغبة بالزواج من هذه الفتاة ولا اريد غيرها بإذن الله فأرجوا من الله الكريم ومن ثم ارجوا من فضيلتكم ان تساعدوني لحل هذه المشكلة .. التي ليس لي الا التفكير بها في كل صباح وفي كل مساء.. والله العشم في الله ثم فيكم يا شيخنا الفاضل.. .................. ملاحظة \\ ارجوا من جميع من يقراء هذا الموضوع بأن يدعوا لي من قلبه ان يفرج الله همي ويكشف غمي ويزوجني بهذه الفتاة التي اريدها.. وجزاكم الله عني وعن كل من يزور هذا الموقع خير الجزاء وان يدفع عنكم كل شر وبلاء..آآآمين يا رب العالمين .. اخوكم في الله ع--ع--ع--ب بين الألم والأمل ...................................................... الجواب: أخي الكريم أسأل الله العظيم أن يحقق لك سؤلك يجمعك بمن أحببتها. لكن يجب علي نصحك لأنك صادق، لا بد أن توقن أن الزواج قسمة ونصيب وإياك أن تبالغ في قضية لن أتزوج غيرها ولن تتزوج غيري. (دعك من العواطف) لابد من فهم ظروف الرجل فهو يعيش تحت وطأة الجنسية سنين ولعه صبر على ظروف الحياة من أجل تجنيس ابنته، أنت بدلت المستحيل وصليت الاستخارة فدع القدر يصنع ما يشاء، عسى أن يكون في الأمر خير. حاول بطريقة جديدة، وهو أن توسط أهل الخير ممن يعرفون الرجل. فإذا لم تفلح هذه المحاولات، ارفع كفك إلى السماء واجتهد في الدعاء، ثم انتظر فترة أو مدة ، لعل الله يغير قلبه ويرضى بك، الصبر جميل واليسر بعد العسر، ويمكن أن تكلم الشيخ محمد على الموقع لأنه على علاقة بالمشايخ. أضيفت في: 2009-06-02 ............................................. أشكر الدكتور /ابراهيم .. على تعليقه الكريم بما يخص موضوعي .. وجزاه الله عنا كل خير .. وأيضاً كما نصحني الدكتور / ابراهيم .. فأنا ارغب بمعرفة رأي سماحة الشيخ / محمد تجاه موضوعي هذا .. وهل لي من مساعدة من قِبلكم تجاه هذا الموضوع ؟؟ وبارك الله فيكم وعليكم يا سماحة الشيخ / محمد .. ودمتم بحفظ الرحمن

الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم أسأل الله تعالى أن يصلح لك ذريتك وأن يقر عينك بهدايتهم ، أخي الكريم هروب الفتيات ظاهرة عالمية تعاني منها كثير من المجتمعات العالمية ، وتشكل في بعضها أزمة حقيقية .. إلا أننا في المملكة لأسباب متعددة من أبرزها طبيعة المجتمع السعودي القائمة على التدين وكريم العادات والتقاليد لم تصل هذه المشكلة إلى حد الظاهرة ، لكن من المهم للغاية معالجتها نظراً لكونها تمس شريحة الفتيات أمهات المستقبل وتسئ لهذا المجتمع المسلم وإنسانيته ، ومنعاً لاستفحالها وما تؤدي إليه من أخطار اجتماعية وتفكك اسري ، وقبل ذلك كله تغليباً للرحمة والتواد بين أفراد الأسرة نواة المجتمع المسلم وذلك باستقصاء أسباب هذه الحالات وإيجاد الحلول العلمية لها . وبالنظر إلى هذه الحالات التي نرى العديد منها عبر الصحف اليومية نجد أنها نتاج خطأ مشترك بين الفتاة وأسرتها وإن تعددت أسبابه. إن الآراء جميعها تكاد تتفق حول أسباب هذه القضية وسبل معالجتها . كما أن إيجاد الحل الأمثل لهذه القضية يستدعي تضافر جهود مؤسسات المجتمع الرسمية والأهلية لمعالجتها ، انطلاقاً من هاجس الاهتمام بالإنسان العربي ومن منطلق توفير الرعاية الكريمة له ، وانطلاقاً كذلك من تعاليم الدين وقيم المجتمع التي تدفعنا إلى محاولة تنقيته من الشوائب والآفات المدمرة والظواهر السلبية التي تهدد أمنة وسلامته . ويصنف علماء الاجتماع هروب الفتيات إلى : هروب معنوي : حيث تنعزل الفتاة عن أسرتها في غرفتها بسبب قسوة المجتمع الذكوري المتمثل في الأب والأخ وتعيش في عالم منفصل تماماً من خلال الانترنت والجوال . وهناك الهروب المادي : وهو محور حديثنا وما سنتناوله من خلال طرح المشكلة على عدد من المختصين . وقد استطلعنا أراء عدد من الخبراء لمناقشة هذه القضية من جوانبها المختلفة لتسليط الضوء على أسبابها . مثل هاتين الفتاتين بحاجة ماسة إلى قدوة في هذه السن ، وبحاجة كبيرة إلى من يسمعهما ويوجههما ويساندهما ويشعرهما بوجودهما وقيمتهما .. فهما في مرحلة نمو نفسي وجسدي .. ولكن نتيجة الوهن والضعف الأسري اتجهت الفتاتين إلى الشخص الغير مناسب ، وبالطبع اكتسبتا الكثير من السلوكيات المنحرفة. ومن الواضح أنهما أصبحتا مندفعتين في سلوكياتهما ، وليس لديهما القدرة على التحكم بانفعالاتهما ، نظرتهما لذاتها دونية وتفكيرهما السطحي دليل على عمق معاناتها . إن المسؤولية هنا تقع على الأسرة ولكن لا فائدة من اللوم ، لأن من الأفضل عرضهما على أقرب أخصائية تقدم لهما العلاج المناسب ، لتعديل كثير من أفكارهما ومفاهيمهما وسلوكياتهما الخاطئة ، وهما في مرحلة عمرية حساسة ، وما تزالا في فترة نمو مما قد يساعد في القدرة على التغيير بمرونة أكثر ، وكذلك توجيه وإرشاد أفراد أسرتهما في أهمية ترابطهما وتقوية العلاقات بينهم لكي يؤمنوا للفتاتين أسرة طبيعية قادرة على مساعدتها في العودة للعيش بطريقة سليمة . إن هناك جملة من الأسباب والدوافع وراء ذلك ، وان كانت لا تبرر ذلك السلوك المنحرف ، ومن أبرزها الاختلالات الأسرية الناجمة عن مشاكل وصراعات داخل الأسرة ، أو التسلط المفرط من قبل أحد أو بعض أفراد الأسرة ، وفقدان الحنان وتجذر الحرمان العاطفي ، وغياب الرقابة الأسرية ، وغير ذلك من الأسباب التي أرى أيضاً أن من أبرزها الاختلاف الثقافي بين جيل الآباء وجيل الأبناء ، واعتقاد الجيل الكبير بان شباب وشابات اليوم لا يفهمون مصلحتهم وما إلى ذلك من مثل هذه الأقاويل ، في المقابل الأبناء والبنات يرون أن آباءهم تقليديون لا يفهمون لغة العصر ولا متطلباته ، ومن هنا ينشا الخلاف وتزداد الهوة بين جيل الآباء وجيل الأبناء ، خصوصاً إذا عرفنا أن مدارسنا وأسرنا لا تشيع فيها لغة الحوار والنقاش إنما الأمر والنهي هو الأغلب . كما أن الانفجار في عالم الاتصال والمعلومات زاد فرص الانفتاح على الغث والسمين وسرعة التواصل مع كل شي وأي شي في القرية البشرية المعاصرة . وكذلك زيادة الإغراء والإغواء مع ضعف المقاومة النفسية أيضاً من العوامل التي تساعد على الهروب إلى عالم الانحراف عامة . لابد من تعزيز منظومة القيم لدى كل فرد ذكراً أو أنثى ودعم الحصانة الذاتية للأفراد والمجتمعات . فكلما تعززت منظومة القيم لدى كل فرد ودعمت المقاومة الذاتية والحصانة الذاتية للأفراد والمجتمعات كلما أدت الحصانة لدى الأفراد إلى علاج الانحراف ودخلوا مرحلة الرقابة الذاتية على كل سلوكياتهم وتصرفاتهم . كما أن جيل الآباء ينبغي أن يكون أكثر انفتاحاً مع الأبناء خلال الحوار والإقناع وتعزيز مفهوم الحصانة والرقابة الذاتية وتوفير أقصى ما يستطيعونه من الإشباع النفسي والعاطفي لكل احتياجات الأبناء والبنات . واخص البنات هنا لان المتاح من الترفية والترويح عن النفس لهن هو أقل مما هو متاح لغيرهن من شرائح المجتمع ، ولأن البنت في الأساس هي مشروع أسرة ونواة عائلة كاملة . إن الاستسلام لأي شكل من أشكال التمرد المجتمعي هو خمول فكري ، إننا نعيش في عالم متصارع ولا يمكن التحكم في إفرازات هذا العالم وما يصاحبها من تغيير ، ويرتبط التغير الاجتماعي بمجموعة من المصطلحات كالتطور والتقدم والتنمية . ولعل مسالة هروب الفتيات هي إحدى نتائج العنف الأسري وتأتي هذه المشكلة بسبب فشل الأسرة في أداء وظائفها في ظل التغيرات المشار إليها والتي أصابت المجتمع ، إضافة إلى تعقد الظروف الأسرية ، وعوامل التحضر وعمل المرأة ، ومع ذلك تبقى الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية المكلفة اجتماعياً وأخلاقياً بحماية الفتيات ، علما بان الأسرة العربية بشكل عام تتعامل مع ( اضطهاد الفتيات ) على انه مقبول اجتماعياً وذلك بحجة حمايتهن والمحافظة عليهن . وهناك كذلك ممارسات تمارس تحت شرعية معتقدات خاطئة تربوياً كالخلط بين أدوات التأديب وسوء المعاملة ، والسرية التي تتم بها معالجة مشاكل الفتيات ، لان إماطة اللثام عنها يعد فضيحة اجتماعية ، وتنثر المفردات التي تستخدم في تأنيب الفتيات وزجرهن وتقليل القدرات العقلية لديهن . ومن الأسباب : العلاقة الأسرية العنيفة خاصة بين الأبوين ، والعنف الجسدي الذي تتعرض له الفتاة . والنشأة دون رمز أسري أو قدوة ، والعوامل الموقفية مثل سيطرة الذكور ، والحالة الاجتماعية ، والمكانة الاجتماعية ، والمعتقدات الثقافية الخاطئة ، والرفاق المنحرفون ، والأماني المبالغ فيها ، وضعف المعتقدات ( الخواء الروحاني ) ، والاضطراب والهيجان والقلق ، وإساءة استثمار أوقات الفراغ . أخي الكريم أما بالنسبة للوقاية . هنالك ثلاث أنواع من الوقاية وهي ؛ الوقاية الأولية وهي التي تعنى بمنع الأزمة قبل أن تحدث ، والوقاية الثانوية وهي تعنى بالأزمة بعد حدوثها ، والوقاية الثالوثية وهي التي تعنى بالأزمة قبل انتشارها. كما انه يجب علينا جميعاً التنبه إلى الغزو الثقافي الفاضح من خلال مئات القنوات الفضائية التي تروج لثقافة العري والإباحية ، واقل ما يقال أن هنالك مرقصاً في كل بيت ، والتصدي لهذا الغزو لا يتأتى إلا بالتطعيم الروحي والخلقي وبالضبط الاجتماعي . ولابد من إعادة النظر لثقافة الاستراحات ، حيث يحلو لكثير من الآباء أن يقضوا جل أوقاتهم في الاستراحات غير عابئين بمتابعة الأبناء. وكذلك هنالك من الآباء والأمهات من يفرط في التدليل والمحاباة ، وهناك من هم على النقيض حيث بات الأبناء يعانون من التحجر العاطفي ، كل هذه العوامل تقود الفتيات للعزلة ، ومن ثم يسهل على الشياطين استثمار ضعف وتخبط الفتيات وإغوائهن ، ناهيك عن وجود بعض الفتيات من ذوات الأماني العريضة واللاتي يجدن في الماديات منتهى الطموح . على الفتيات أن يثقن بأنفسهن ، ويثقن بأهلهن ، ويضعن في حسابهن أنهن أمهات المستقبل ، وتقع على أعبائهن وكواهلهن المسئولية الجسيمة ، فالوطن ينتظر هؤلاء الأمهات . ولابد من الرضا بما قسم الله تعالى ، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ، قال الله تعالى ( وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم مابين أيديهم وما خلفهم وحق القول عليهم في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس أنهم كانوا خاسرين ) وقال ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ) . إن موضوع ( هروب الفتيات من البيوت ) أضحى موضوع الساعة وحديث المحافل .. أثيرت وتثار حوله تساؤلات كثيرة عن التصدع الأسري وتفكك الأسرة ، والعنف الأسري ، سعياً لدرء المفاسد عن الأسرة وما حل ويحل بها ، والحد من المساوئ والآثار السلبية لذلك ، لأنها ذات نتائج تدميرية على بنية المجتمع وقيم الأمة ، مما يفت من عضدها ويهدد أمنها واستقرارها . ومعلوم لدينا جميعاً أن تربية الأبناء مسئولية مشتركة بين الأب وإلام ، وفي وقتنا الحاضر تعاظمت تلكم المسئولية ، نظراً للتحديات التي تواجهها أجيال اليوم ، فالفرص التي تتيحها العولمة بتجلياتها الإعلامية والثقافية والمعرفية توازيها تحديات تتطلب صلابة وقدرة التعامل معها .. فالفضائيات والانترنت والجوال ، مكنت الأبناء من الوصول إلى المعلومات ، لكنها في الوقت نفسه فرضت تحدياً على أخلاقهم وقيمهم وهويتهم ، لذلك وجب التحصين وغرس القيم والأخلاق الحسنة والحفاظ على العادات الايجابية التي تزيد من تماسك الأسرة والأبناء لإبعادهم عن الانحراف ، وذلكم لا يتأتى إلا بوفاق بين الأبوين . وبالتأكيد لا نستطيع أن نتكلم عن الأسرة بعيداً عن محيطها الخارجي ، وهو ( الإعلام والبيئة المحيطة ، والمسجد ، والمدرسة ، والوعظ وأصحاب الدعوة ) كلها مسئولة عن بناء الأسرة . أن الابن أو الابنة ( الطفل أو الشاب ) لم يعد اليوم هو الطفل المتلقي ، طفل اليوم لدية استيعاب ومعلومات أكثر من والديه في أحيان كثيرة . عدا ما يفرزه الإعلام وتدفقه المتسارع من الغث ، فيما يخص أسباب هروب الفتيات - من أبرزها ضعف الوازع الديني . وقرينات السوء والاختلاط بينهن والتبرج ، وانشغال الآباء عن أبنائهم بأمور دنيوية ليس فيها نصيب من الوقت للأبناء ، وأيضاً تفضيل ابن على أخر ، أو إطلاق الحبل على الغارب حتى داخل البيت ، وعدم السؤال عمن تصاحب هذه البنت أو تلك . إن تشخيص الداء موجود والكل يجمع عليه ، علماً بأن الدواء موجود في هذا الدين ، لكن من الذي يملك السلطة ليجبر المريض على الدواء .. هذا هو السؤال ؟ ثم ما هو القانون الذي يجبر المريض على ذلك ؟.. إن ما نعتقده يقيناً هو نظام الإسلام ( نظام السكينة والمودة والرحمة ) .. إن التربية الإسلامية ( وفق المنهج القرآني ) هي المدخل الصحيح لإيجاد الشخصية المسلمة المتزنة ، وذلك لتنشئة جيل عارف لدينه ، متمسك به ، ناشئ على الفضيلة نافر من الرذيلة .. وذلكم يتم من خلال : التحصين : فهو الأسلوب العلمي لمواجهة الانحراف . التقويم : وهو الحصة الواقعية من الثقافة الايجابية للتمكين من نقد كل ما هو مستورد وغريب عن قيمنا وتقاليدنا . المتابعة : وهذه تتمثل في الإشراف اليقظ الواعي من وسائل التوجيه والثقافة ، بحيث لا يفوتها أي جديد فتسرع إليه بالتحصين والتقويم. وأخيرا يبقى القول الأخير للوالدين اللذين يقع عليهما الدور الأكبر ، فينبغي ألا يظهرا خلافاتهما أمام الأبناء ، لاسيما في القضايا الجوهرية الحساسة ، وبالذات أمام البنات لاتصافهن بالضعف والعاطفة والحساسية ، كما يجب الابتعاد عن التدليل الزائد ، وفي الوقت نفسه الابتعاد عن القسوة والصرامة والعنف في التعامل والتربية ، فكلاهما منهجان خاطئان ، فالوسطية والاعتدال والاتزان ينبغي لنا أن ندعو . لقد كرم الله ابن ادم وخصه بمزايا وصفات رفعت مكانته وأعظمت شانه ؛ حيث خلقة في أحسن تقويم وجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ، وقد خص الإسلام المرأة بمزيد من الرعاية والعناية والصيانة لتبقى أبد الدهر مكرمة معززة تحوطها رحمة الوالد وحنانه ومودته ، وتحفظها رعاية الزوج وحمايته ، فاوجب الله تعالى لها من الحقوق ما يعد زيادة عما لأخيها الرجل ، وأوصى بها وفرض لها المكانة والاحترام حيث جعل منها جوهرة ثمينة تصان عن كل أذى وتلوث ، فهي تنشأ في الحلية والزينة وتكون دائماً مطلوبة لا طالبة ، محبوبة ومرغوبة يسعى إليها الخطاب ولا تسعى هي إليهم ، يحرصون على رضاها وتتمنع لتزداد تألقا ويزيد الطالب لها رغبة ، وإذا انتقلت إلى بيت الزوجية وصلت مكرمة ومعززة ومهابة الجانب تحظي وتحاط بالحب والاحترام ، وإذا أنجبت واعدت الرجال والنساء زاد شرفها وعظم شأنها فهي أم الأبطال والملوك والعلماء وأصحاب المهارات العالية ، من مثلها في مملكتها وهي محاطة برعاية وتقدير الرجال ، الجميع يقبل يدها بخشوع وينحنون أمامها ويخفضون جناح الذل ولا تسمع منهم إلا القول الكريم المملوء مودة ورحمة ودعاء خالصاً . فيجب أن تعلم كل فتاة مسلمة أن كرامتها ومجدها مرتبط باحترامها لنفسها وأسرتها ، ويجب أن لا تعرض نفسها للابتذال والمقت والضياع الذي يفضي بها إلى خسارة كل شي ولا يبقى أمامها إلا الخسران . إن الفتيات اللواتي يتركن أسرهن ويفضحن أهلهن قد قضين على مستقبلهن وبدأن مشواراً مظلماً من الضياع والخسران بعد إضاعتهن لعش الأسرة الدافئ الأمين الذي يحيطهن بمحبة ومودة دون انتظار مكافأة أو مصلحة ، ليستبدلن ذلك بالوحوش الكاسرة المفترسة التي لا تعطي شيئاً بالمجان أو لوجه الله ؛ إنما هو العبث بأعراضهن وتدمير كل شي جميل فيهن ثم رميهن بعد ذلك كالخرق البالية ، ويفقدن كل شي ولا يجدن أمامهن إلا الندامة والكارثة والخيبة فضلاً عن مقت الله تعالى وعذابه الآجل والعاجل . ختاما أخي الكريم وبعد هذا التوجيه فالواجب كله عليك أنت نعم أنت ووالدتهما لتصلحا ما فسد من أخلاقهما وتسترا عليهما وتجتهدا في المحافظة عليهما والبحث لهما عن الأزواج الذين يتحملون مسؤوليتهما بالحب والعطف والرحمة ليجدا ما يبحثان عنه وافتقداه في حياتهما السابقة . أسأل الله تعالى أن يمتعكما بصلاحهما وعودتهما إلى فطرتهما والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

أضيفت في: 2009-06-03
المستشار / الشيخ: محمد الثبيتي
أضيفت بواسطة : الشيخ : محمد الثبيتي


من نحن
زواج المسيار
نموذج تسجيل الرجال
طلب فتوى
استشارات أسرية
فقه الزواج
دعم الموقع
أضف مشاركة
تصفح ووقع في سجل الزوار
أعلن معنا
شكاوي ومشاكل الموقع
اتصل بنا
عن ابن عمررضى الله عنهماأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشغار،والشغار أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته،ليس بينهما صداق-البخاري‏



 
© 2012 - 2006 جميع الحقوق محفوظة لموقع إعفاف للزواج والإصلاح الأسري