القسم : الإنحرافات السلوكية
العنوان : قامت الفتاتين بالهروب منا والذهاب الى
عدد القراء : 2299
الإستشارة :الإستشارة :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي ابنتين اعمارهم 17 سنة و 15 سنةلديهم مشكلتهم تتلخص في اقامة علاقات مع الشباب. قبل حوالي سنتين بدأتا باقامة علاقات عن طريق الهاتف الجوال و الأنترنت وتم سحب الجوالات منهم وحرمانهم من الأنترنت ولكن للاسف تطورت التصرفات الى حد ادخال احد الشباب الى البيت اخر الليل وتم ضبط الكبيرة معه وبالبحث فى متعلقاتها وجد لديها جهاز جوال قامت بسرقته من بيت احد الأقارب وبعد توبيخها وتعنيفها اقرت بذنبها ووعدت بعدم تكرار ذلك. خلال اجازة المدارس قبل اسبوعين واثناء سفرنا لقضاء الإجازة باحد مدن المملكة قامت الفتاتين بالهروب منا والذهاب الى الشباب ومن ثم العودة الى مقر اقامتنا بالرياض عن طريق النقل الجماعي وبالتنسيق معهم تم ابلاغ الشرطة بذلك وبالضغط على احد الشباب قام بالإبلاغ عن مكان تواجدهما وتم العثور عليهما باليوم التالي ووجد لديهما اجهزة هاتف جوال وانهما قامتا بالتنسيق مع الشباب لهذا الهروب. للمعلومية ان اموري المادية جيدة جدا ولله الحمد ولا يتم التقصير عليهما باي طلب غير منافي للدين او العادات وتدرسان بمدارس خاصة. ارجوا مساعدتي على كيفية التصرف معهما حيث اني احترت بذلك ولدي الان خوف شديد من تكرار ماحدث كما واني لااعلم ماذا حدث اثناء هروبهما منا وبقائهم مع هؤلاء الشباب لمدة يوم كامل. قمت بمقطعتهما لمدة اسبوع وبعد ذلك بدأت العلاقة بيننا تعود الى طبيعتها وذلك بضغط مني على نفسي ومحاولة نسيان ما حدث واجاملهما ولكني بقرارة نفسي ارغب بمعاقبتهما باكثر من ذلك وحرمانهما من الدراسة و التلفاز والدش ولكن خائف من ردة الفعل لديهما. ارجوا مساعدتي عاجلا وتقبلوا تحياتي
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أسأل الله تعالى أن يصلح لك ذريتك وأن يقر عينك بهدايتهم ، أخي الكريم هروب الفتيات ظاهرة عالمية تعاني منها كثير من المجتمعات العالمية ، وتشكل في بعضها أزمة حقيقية .. إلا أننا في المملكة لأسباب متعددة من أبرزها طبيعة المجتمع السعودي القائمة على التدين وكريم العادات والتقاليد لم تصل هذه المشكلة إلى حد الظاهرة ، لكن من المهم للغاية معالجتها نظراً لكونها تمس شريحة الفتيات أمهات المستقبل وتسئ لهذا المجتمع المسلم وإنسانيته ، ومنعاً لاستفحالها وما تؤدي إليه من أخطار اجتماعية وتفكك اسري ، وقبل ذلك كله تغليباً للرحمة والتواد بين أفراد الأسرة نواة المجتمع المسلم وذلك باستقصاء أسباب هذه الحالات وإيجاد الحلول العلمية لها .
وبالنظر إلى هذه الحالات التي نرى العديد منها عبر الصحف اليومية نجد أنها نتاج خطأ مشترك بين الفتاة وأسرتها وإن تعددت أسبابه.
إن الآراء جميعها تكاد تتفق حول أسباب هذه القضية وسبل معالجتها . كما أن إيجاد الحل الأمثل لهذه القضية يستدعي تضافر جهود مؤسسات المجتمع الرسمية والأهلية لمعالجتها ، انطلاقاً من هاجس الاهتمام بالإنسان العربي ومن منطلق توفير الرعاية الكريمة له ، وانطلاقاً كذلك من تعاليم الدين وقيم المجتمع التي تدفعنا إلى محاولة تنقيته من الشوائب والآفات المدمرة والظواهر السلبية التي تهدد أمنة وسلامته . ويصنف علماء الاجتماع هروب الفتيات إلى :
هروب معنوي : حيث تنعزل الفتاة عن أسرتها في غرفتها بسبب قسوة المجتمع الذكوري المتمثل في الأب والأخ وتعيش في عالم منفصل تماماً من خلال الانترنت والجوال .
وهناك الهروب المادي : وهو محور حديثنا وما سنتناوله من خلال طرح المشكلة على عدد من المختصين . وقد استطلعنا أراء عدد من الخبراء لمناقشة هذه القضية من جوانبها المختلفة لتسليط الضوء على أسبابها .
مثل هاتين الفتاتين بحاجة ماسة إلى قدوة في هذه السن ، وبحاجة كبيرة إلى من يسمعهما ويوجههما ويساندهما ويشعرهما بوجودهما وقيمتهما .. فهما في مرحلة نمو نفسي وجسدي .. ولكن نتيجة الوهن والضعف الأسري اتجهت الفتاتين إلى الشخص الغير مناسب ، وبالطبع اكتسبتا الكثير من السلوكيات المنحرفة.
ومن الواضح أنهما أصبحتا مندفعتين في سلوكياتهما ، وليس لديهما القدرة على التحكم بانفعالاتهما ، نظرتهما لذاتها دونية وتفكيرهما السطحي دليل على عمق معاناتها .
إن المسؤولية هنا تقع على الأسرة ولكن لا فائدة من اللوم ، لأن من الأفضل عرضهما على أقرب أخصائية تقدم لهما العلاج المناسب ، لتعديل كثير من أفكارهما ومفاهيمهما وسلوكياتهما الخاطئة ، وهما في مرحلة عمرية حساسة ، وما تزالا في فترة نمو مما قد يساعد في القدرة على التغيير بمرونة أكثر ، وكذلك توجيه وإرشاد أفراد أسرتهما في أهمية ترابطهما وتقوية العلاقات بينهم لكي يؤمنوا للفتاتين أسرة طبيعية قادرة على مساعدتها في العودة للعيش بطريقة سليمة .
إن هناك جملة من الأسباب والدوافع وراء ذلك ، وان كانت لا تبرر ذلك السلوك المنحرف ، ومن أبرزها الاختلالات الأسرية الناجمة عن مشاكل وصراعات داخل الأسرة ، أو التسلط المفرط من قبل أحد أو بعض أفراد الأسرة ، وفقدان الحنان وتجذر الحرمان العاطفي ، وغياب الرقابة الأسرية ، وغير ذلك من الأسباب التي أرى أيضاً أن من أبرزها الاختلاف الثقافي بين جيل الآباء وجيل الأبناء ، واعتقاد الجيل الكبير بان شباب وشابات اليوم لا يفهمون مصلحتهم وما إلى ذلك من مثل هذه الأقاويل ، في المقابل الأبناء والبنات يرون أن آباءهم تقليديون لا يفهمون لغة العصر ولا متطلباته ، ومن هنا ينشا الخلاف وتزداد الهوة بين جيل الآباء وجيل الأبناء ، خصوصاً إذا عرفنا أن مدارسنا وأسرنا لا تشيع فيها لغة الحوار والنقاش إنما الأمر والنهي هو الأغلب .
كما أن الانفجار في عالم الاتصال والمعلومات زاد فرص الانفتاح على الغث والسمين وسرعة التواصل مع كل شي وأي شي في القرية البشرية المعاصرة .
وكذلك زيادة الإغراء والإغواء مع ضعف المقاومة النفسية أيضاً من العوامل التي تساعد على الهروب إلى عالم الانحراف عامة .
لابد من تعزيز منظومة القيم لدى كل فرد ذكراً أو أنثى ودعم الحصانة الذاتية للأفراد والمجتمعات . فكلما تعززت منظومة القيم لدى كل فرد ودعمت المقاومة الذاتية والحصانة الذاتية للأفراد والمجتمعات كلما أدت الحصانة لدى الأفراد إلى علاج الانحراف ودخلوا مرحلة الرقابة الذاتية على كل سلوكياتهم وتصرفاتهم .
كما أن جيل الآباء ينبغي أن يكون أكثر انفتاحاً مع الأبناء خلال الحوار والإقناع وتعزيز مفهوم الحصانة والرقابة الذاتية وتوفير أقصى ما يستطيعونه من الإشباع النفسي والعاطفي لكل احتياجات الأبناء والبنات . واخص البنات هنا لان المتاح من الترفية والترويح عن النفس لهن هو أقل مما هو متاح لغيرهن من شرائح المجتمع ، ولأن البنت في الأساس هي مشروع أسرة ونواة عائلة كاملة .
إن الاستسلام لأي شكل من أشكال التمرد المجتمعي هو خمول فكري ، إننا نعيش في عالم متصارع ولا يمكن التحكم في إفرازات هذا العالم وما يصاحبها من تغيير ، ويرتبط التغير الاجتماعي بمجموعة من المصطلحات كالتطور والتقدم والتنمية .
ولعل مسالة هروب الفتيات هي إحدى نتائج العنف الأسري وتأتي هذه المشكلة بسبب فشل الأسرة في أداء وظائفها في ظل التغيرات المشار إليها والتي أصابت المجتمع ، إضافة إلى تعقد الظروف الأسرية ، وعوامل التحضر وعمل المرأة ، ومع ذلك تبقى الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية المكلفة اجتماعياً وأخلاقياً بحماية الفتيات ، علما بان الأسرة العربية بشكل عام تتعامل مع ( اضطهاد الفتيات ) على انه مقبول اجتماعياً وذلك بحجة حمايتهن والمحافظة عليهن . وهناك كذلك ممارسات تمارس تحت شرعية معتقدات خاطئة تربوياً كالخلط بين أدوات التأديب وسوء المعاملة ، والسرية التي تتم بها معالجة مشاكل الفتيات ، لان إماطة اللثام عنها يعد فضيحة اجتماعية ، وتنثر المفردات التي تستخدم في تأنيب الفتيات وزجرهن وتقليل القدرات العقلية لديهن .
ومن الأسباب : العلاقة الأسرية العنيفة خاصة بين الأبوين ، والعنف الجسدي الذي تتعرض له الفتاة . والنشأة دون رمز أسري أو قدوة ، والعوامل الموقفية مثل سيطرة الذكور ، والحالة الاجتماعية ، والمكانة الاجتماعية ، والمعتقدات الثقافية الخاطئة ، والرفاق المنحرفون ، والأماني المبالغ فيها ، وضعف المعتقدات ( الخواء الروحاني ) ، والاضطراب والهيجان والقلق ، وإساءة استثمار أوقات الفراغ .
أخي الكريم أما بالنسبة للوقاية . هنالك ثلاث أنواع من الوقاية وهي ؛ الوقاية الأولية وهي التي تعنى بمنع الأزمة قبل أن تحدث ، والوقاية الثانوية وهي تعنى بالأزمة بعد حدوثها ، والوقاية الثالوثية وهي التي تعنى بالأزمة قبل انتشارها.
كما انه يجب علينا جميعاً التنبه إلى الغزو الثقافي الفاضح من خلال مئات القنوات الفضائية التي تروج لثقافة العري والإباحية ، واقل ما يقال أن هنالك مرقصاً في كل بيت ، والتصدي لهذا الغزو لا يتأتى إلا بالتطعيم الروحي والخلقي وبالضبط الاجتماعي .
ولابد من إعادة النظر لثقافة الاستراحات ، حيث يحلو لكثير من الآباء أن يقضوا جل أوقاتهم في الاستراحات غير عابئين بمتابعة الأبناء.
وكذلك هنالك من الآباء والأمهات من يفرط في التدليل والمحاباة ، وهناك من هم على النقيض حيث بات الأبناء يعانون من التحجر العاطفي ، كل هذه العوامل تقود الفتيات للعزلة ، ومن ثم يسهل على الشياطين استثمار ضعف وتخبط الفتيات وإغوائهن ، ناهيك عن وجود بعض الفتيات من ذوات الأماني العريضة واللاتي يجدن في الماديات منتهى الطموح .
على الفتيات أن يثقن بأنفسهن ، ويثقن بأهلهن ، ويضعن في حسابهن أنهن أمهات المستقبل ، وتقع على أعبائهن وكواهلهن المسئولية الجسيمة ، فالوطن ينتظر هؤلاء الأمهات . ولابد من الرضا بما قسم الله تعالى ، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ، قال الله تعالى
( وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم مابين أيديهم وما خلفهم وحق القول عليهم في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس أنهم كانوا خاسرين )
وقال ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ) .
إن موضوع ( هروب الفتيات من البيوت ) أضحى موضوع الساعة وحديث المحافل .. أثيرت وتثار حوله تساؤلات كثيرة عن التصدع الأسري وتفكك الأسرة ، والعنف الأسري ، سعياً لدرء المفاسد عن الأسرة وما حل ويحل بها ، والحد من المساوئ والآثار السلبية لذلك ، لأنها ذات نتائج تدميرية على بنية المجتمع وقيم الأمة ، مما يفت من عضدها ويهدد أمنها واستقرارها . ومعلوم لدينا جميعاً أن تربية الأبناء مسئولية مشتركة بين الأب وإلام ، وفي وقتنا الحاضر تعاظمت تلكم المسئولية ، نظراً للتحديات التي تواجهها أجيال اليوم ، فالفرص التي تتيحها العولمة بتجلياتها الإعلامية والثقافية والمعرفية توازيها تحديات تتطلب صلابة وقدرة التعامل معها .. فالفضائيات والانترنت والجوال ، مكنت الأبناء من الوصول إلى المعلومات ، لكنها في الوقت نفسه فرضت تحدياً على أخلاقهم وقيمهم وهويتهم ، لذلك وجب التحصين وغرس القيم والأخلاق الحسنة والحفاظ على العادات الايجابية التي تزيد من تماسك الأسرة والأبناء لإبعادهم عن الانحراف ، وذلكم لا يتأتى إلا بوفاق بين الأبوين . وبالتأكيد لا نستطيع أن نتكلم عن الأسرة بعيداً عن محيطها الخارجي ، وهو ( الإعلام والبيئة المحيطة ، والمسجد ، والمدرسة ، والوعظ وأصحاب الدعوة ) كلها مسئولة عن بناء الأسرة .
أن الابن أو الابنة ( الطفل أو الشاب ) لم يعد اليوم هو الطفل المتلقي ، طفل اليوم لدية استيعاب ومعلومات أكثر من والديه في أحيان كثيرة . عدا ما يفرزه الإعلام وتدفقه المتسارع من الغث ، فيما يخص أسباب هروب الفتيات - من أبرزها ضعف الوازع الديني . وقرينات السوء والاختلاط بينهن والتبرج ، وانشغال الآباء عن أبنائهم بأمور دنيوية ليس فيها نصيب من الوقت للأبناء ، وأيضاً تفضيل ابن على أخر ، أو إطلاق الحبل على الغارب حتى داخل البيت ، وعدم السؤال عمن تصاحب هذه البنت أو تلك .
إن تشخيص الداء موجود والكل يجمع عليه ، علماً بأن الدواء موجود في هذا الدين ، لكن من الذي يملك السلطة ليجبر المريض على الدواء .. هذا هو السؤال ؟ ثم ما هو القانون الذي يجبر المريض على ذلك ؟.. إن ما نعتقده يقيناً هو نظام الإسلام ( نظام السكينة والمودة والرحمة ) .. إن التربية الإسلامية ( وفق المنهج القرآني ) هي المدخل الصحيح لإيجاد الشخصية المسلمة المتزنة ، وذلك لتنشئة جيل عارف لدينه ، متمسك به ، ناشئ على الفضيلة نافر من الرذيلة .. وذلكم يتم من خلال :
التحصين : فهو الأسلوب العلمي لمواجهة الانحراف .
التقويم : وهو الحصة الواقعية من الثقافة الايجابية للتمكين من نقد كل ما هو مستورد وغريب عن قيمنا وتقاليدنا .
المتابعة : وهذه تتمثل في الإشراف اليقظ الواعي من وسائل التوجيه والثقافة ، بحيث لا يفوتها أي جديد فتسرع إليه بالتحصين والتقويم.
وأخيرا يبقى القول الأخير للوالدين اللذين يقع عليهما الدور الأكبر ، فينبغي ألا يظهرا خلافاتهما أمام الأبناء ، لاسيما في القضايا الجوهرية الحساسة ، وبالذات أمام البنات لاتصافهن بالضعف والعاطفة والحساسية ، كما يجب الابتعاد عن التدليل الزائد ، وفي الوقت نفسه الابتعاد عن القسوة والصرامة والعنف في التعامل والتربية ، فكلاهما منهجان خاطئان ، فالوسطية والاعتدال والاتزان ينبغي لنا أن ندعو .
لقد كرم الله ابن ادم وخصه بمزايا وصفات رفعت مكانته وأعظمت شانه ؛ حيث خلقة في أحسن تقويم وجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ، وقد خص الإسلام المرأة بمزيد من الرعاية والعناية والصيانة لتبقى أبد الدهر مكرمة معززة تحوطها رحمة الوالد وحنانه ومودته ، وتحفظها رعاية الزوج وحمايته ، فاوجب الله تعالى لها من الحقوق ما يعد زيادة عما لأخيها الرجل ، وأوصى بها وفرض لها المكانة والاحترام حيث جعل منها جوهرة ثمينة تصان عن كل أذى وتلوث ، فهي تنشأ في الحلية والزينة وتكون دائماً مطلوبة لا طالبة ، محبوبة ومرغوبة يسعى إليها الخطاب ولا تسعى هي إليهم ، يحرصون على رضاها وتتمنع لتزداد تألقا ويزيد الطالب لها رغبة ، وإذا انتقلت إلى بيت الزوجية وصلت مكرمة ومعززة ومهابة الجانب تحظي وتحاط بالحب والاحترام ، وإذا أنجبت واعدت الرجال والنساء زاد شرفها وعظم شأنها فهي أم الأبطال والملوك والعلماء وأصحاب المهارات العالية ، من مثلها في مملكتها وهي محاطة برعاية وتقدير الرجال ، الجميع يقبل يدها بخشوع وينحنون أمامها ويخفضون جناح الذل ولا تسمع منهم إلا القول الكريم المملوء مودة ورحمة ودعاء خالصاً .
فيجب أن تعلم كل فتاة مسلمة أن كرامتها ومجدها مرتبط باحترامها لنفسها وأسرتها ، ويجب أن لا تعرض نفسها للابتذال والمقت والضياع الذي يفضي بها إلى خسارة كل شي ولا يبقى أمامها إلا الخسران .
إن الفتيات اللواتي يتركن أسرهن ويفضحن أهلهن قد قضين على مستقبلهن وبدأن مشواراً مظلماً من الضياع والخسران بعد إضاعتهن لعش الأسرة الدافئ الأمين الذي يحيطهن بمحبة ومودة دون انتظار مكافأة أو مصلحة ، ليستبدلن ذلك بالوحوش الكاسرة المفترسة التي لا تعطي شيئاً بالمجان أو لوجه الله ؛ إنما هو العبث بأعراضهن وتدمير كل شي جميل فيهن ثم رميهن بعد ذلك كالخرق البالية ، ويفقدن كل شي ولا يجدن أمامهن إلا الندامة والكارثة والخيبة فضلاً عن مقت الله تعالى وعذابه الآجل والعاجل .
ختاما أخي الكريم وبعد هذا التوجيه فالواجب كله عليك أنت نعم أنت ووالدتهما لتصلحا ما فسد من أخلاقهما وتسترا عليهما وتجتهدا في المحافظة عليهما والبحث لهما عن الأزواج الذين يتحملون مسؤوليتهما بالحب والعطف والرحمة ليجدا ما يبحثان عنه وافتقداه في حياتهما السابقة .
أسأل الله تعالى أن يمتعكما بصلاحهما وعودتهما إلى فطرتهما والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أضيفت في: 2009-06-03
المستشار / الشيخ:
محمد الثبيتي
أضيفت بواسطة :
الشيخ : محمد الثبيتي
عن جابررضى الله عنهما قال تزوجت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما تزوجت"فقلت تزوجت ثيبافقال"مالك وللعذارى ولعابها"وفي رواية البخاري" هلا جارية تلاعبها وتلاعبك"