القسم : اسس بناء السعادة الزوجية
العنوان : زوجي سريع الغضب جداوانا احبه ..
عدد القراء : 2222
الإستشارة :السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة..
انا عمري 26 سنة ،مازلت في فترة عقد قران من شهرين وسيتم الحفل بعد 3 شهور، عندي مشكلة مع زوجي الحالي وعمره 28 سنه، انه كثير الغضب وسريع الغضب على اتفه الاسباب لدرجة فضيعة، لديه ايجابيات كثيرة وهو يحبني كثيرا وخلوق جدا لكنه يحملني مسؤولية غضبه ويقول انتي السبب في كل المشاكل،وقد تبدر تصرفات مني عفوية لا اقصد بها شي لكنه يقعد الدنيا علي ويغضب على اتفه الاسباب ويحاسبني على الصغيرة قبل الكبيرة، ودائما يقول احاسبك على الصغائر لانها قد تكبر، هذا الامر يضايقني كثيرا لاني لا استطيع ان افعل شي او اقول شي ربما قد يثور غضبا علي،وقد حصل معنا سوء تفاهم ادى الى اقراره بانهاء العلاقة لكن تداركت الوضع واحاول ان ابتعد عن الاشياء التي تغضبه لكن تبدر تصرفات مني لا اعرف انها تزعجه، على الرغم احاول تثقيف نفسي كثيرا في امور الزواج، والذي يزعجني كثيرا بقوله انا سبب المشاكل كلها لكي اتدارك الوضع ارجع المشكلة لنفسي واعترف انا الغلطانة حتى يهدأ، هو الان يقول لي لا اريد مشاكل انا تزوجت لكي ارتاح واذا حصلت مشاكل كثيرة سوف انهي علاقتي ولو كان كنت احبك كثيرا، فماذا افعل انا محتارة لاني في اول الطريق؟؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة :
لا أخفيك أنني تأملت استشارتك كثيرا وحاولت أن ألخصها فظهر لي مجموعة من التساؤلات التي تحتاجين إلى الإجابة عليها (بموضوعية ) أي دون أن تتحيزي لوجهة نظرك أو لانطباعك الخاص تجاه الموضوع ، علما أنه من الصعب جدا أن يكون الإنسان طرفا محايدا مع نفسه.
ومن التساؤلات:
قلت:عنه أنه كثير الغضب وسريع الغضب على اتفه الاسباب لدرجة فضيعة ، وكنت أريد أن أعرف ما هي أتفه الأسباب من وجهة نظرك؟
وقلت: أنه لديه ايجابيات كثيرة وهو يحبني كثيرا وخلوق جدا، ولا أدري ما هي معاييرك في الحكم عليه بأنه خلوق جدا وايجابي؟
وقلت: يحملني مسؤولية غضبه ويقول انتي السبب في كل المشاكل . لماذا يحملك المسؤولية؟ هل سألت نفسك بصراحة عن ذلك وأجبت بصراحة أيضا وبتجرد عن الذاتية ؟!
وقلت: ويحاسبني على الصغيرة قبل الكبيرة ، لم أعرف ما الصغيرة التي ترينها صغيرة وما الكبيرة؟
يبدو أن ما يراه كبيرة ترينه صغيرة .
وعلى ما تقدم أرى أن من الضروري جدا الدقة في التعبير عن المشكلة لتكون الإجابة عليها أكثر دقة وفائدة لك ، لأنني لو سلمت لما قلته لكان حكمي عليه مساوٍ لحكمك تماما ، ولنظرت إليك على أنك مظلومة منذ البداية ، يكون الحل إما أن تصبري وتواصلي الطريق بمزج إيجابياته مع سلبياته .
وإما أن تقرري أن تتركيه ، وتبحثي عن من تتوفر فيه الصفات التي تتماشى مع ما تحبين، مع العلم أن الصفات منها ما هو دائم ومنها ما هو من المتغيرات والتي يلعب عامل السن واكتساب الخبرات دورا في تغييرها .
لكنه يصعب الفصل بين الصفات الدائمة والصفات المتغيرة ـ في كلا الطرفين ـ إلا من خلال معرفة تفاصيل كثيرة عن الشخصية .
إلا أنني قبل هذا وبعده أنصحك بنصيحة مهمة جدا ، وهي ان تستخير ربك سبحانه وتعالى بعلمه الغيب وقدرته على الخلق أن يختار لك الخير أينما كان ((عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي قَالَ وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ)) 347 صحيح البخاري
ثم إذا عزمت على شيء فتوكلي على الله تعالى وحده قال تعالى:( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) آل عمران.
وختاما أرجو الله لك ولسائر المسلمين دوام التوفيق و السداد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أضيفت في: 2007-03-29
المستشار / الشيخ:
الشيخ عبدالله القبيسي
أضيفت بواسطة :
الشيخ عبدالله القبيسي
5142 ـ عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية، وجعل عتقها صداقها - البخاري.