القسم : ليلة الزفاف
العنوان : الليلة الأولى من الزواج
عدد القراء : 2159
الإستشارة :أنا أفكر في الليلة الأولى من الزواج
الجواب:
الحمد لله إليك بعض التوجيهات في هذا الجانب :
أولاً : سـلامة النية :
فالنية هي أساس الأمر ولبه ، فبصلاحها يتحول العمل من عادة إلى عبادة ، فاتفقا على أن يعقدا قلبيكما على نية صالحة في زواجكما ؛ بأن تنطلقا في حياتكما الزوجية من المنطلقات التالية :
الاستجابة لأمر النبي- صلى الله عـلـيه وسلم - لشباب أمته بالمبادرة إلى الزواج في مثل قوله : (يا معشر الشباب : من استطاع منكم الباءة فليتزوج ؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج) ، وكذلك احتـسـاب إحصان الفرج وغض البصر وإعفاف النفس ، احتساب أجر إقامة البيت المسلم وفق منهج الله ، واحتساب إنجاب الذرية الصالحة التي توحد الله ، واحتساب تربيتهم التربية الإسلامية ؛ لعل الله أن يخرج منهم من يحمل همّ هذا الدين ، ويقوده إلى النصر والتمكين .
فإذا عقد الزوجان قلبيهما على هذه النية ، صارت كل لحظة من حياتهما الزوجية عبادة يؤجران عليها ، فيا لها من أجور عظيمة .
ثانياً : التعاون على الطاعة :
بأن يحض كل منهما الآخر على عمل الخير ويشجعه عليه ، قال : (رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، ورحم الله امرأة قامت من الليل تصلي فأيقظت زوجها فصلى ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء) .
ثالثاً : إقامة البيت المسلم والأسرة المسلمة :
وذلك وفق شرع الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، فلا يقْدِمان على خطوة إلا بعد أن يعلما حكم الله ورسوله فيها ، فإن علماه لم يُقَدّما عليـه شيئاً أبداً : عرفاً ، أو عادة ، أو هوى ، ويستعليان بعقيدتهما ، ويقفان بصلابة أمام التيار المضاد .
رابعاً : بناء حياتهما على المحبة والرحمة والمودة والعشرة الحسنة ، امتثالاً لأمر الله ورسوله .
خامساً : لا تمنع المحبة والعشرة بالمعروف بين الزوجين من أن يكونا حازمين مع بعضهما في التربية والتوجيه وخاصة من ناحية الزوج ، فمحارم الله (عز وجل) لا مداهنة فيها ، والتقصير في الأمور الشرعية لا يمكن السكوت عنه .
سادساً : أن يكونا لبعضهما كما كان أبو الدرداء وأم الدرداء (رضي الله عنهما) كانت إذا غضب سكتت واسترضته ، وإذا غضبت سكت واسترضاها ، وكان هذا منهجاً انتهجاه مــن يوم زواجهما، وياله من منهج حكيم ، فكم من البيوت هدمت ، وكم من الأسر إنهارت بسبب غضب الزوجين معاً وعدم تحمل أحدهما للآخر .
سابعاً : الزوجان بشر ، ومن طبيعة البشر الخطأ والنقص ، فإن وقع الخطأ والتقصير من أحد الزوجين في حق الطرف الآخر - إذا كان من الأمور الدنيوية - فعلى الطرف الآخر الصفح والعفو ، فلا ينسى حسنات دهر أمام زلة يوم ، وعليهما أن يغضا الطرف عن الهفوات الصغيرة مع التنبيه بأسلوب لطيف ليس فيه جرح للكرامة أو إهانة .
ثامناً : المشكلات والعيوب والنقائــص تبقى بين الزوجين فلا يطلع عليها الأهل والأقارب ، لأن هذه الحياة حياة سرية ولا بد أن تبقى بين الزوجين ، فالغالب على هذه المشاكل أنها إذا خرجت عن نطاق الزوجين فإنها تتطور وتتعقد .
تاسعاً : أخيراً يتفق الزوجان أن يوضح كل منهما للآخر من أول يوم أهدافه في الحياة على المدى البعيد والقريب والوسائل التي يستخدمها للوصول إلى هذه الأهداف ، فيكون لهما أهداف مشتركة يتعاونان عليها ، كما يكون لكل منهما أهداف خاصة به ، ولا بأس من أن يطلع زوجه عليها لكي يساعده عليها ؛ ولا يقف حائلاً بينه وبين تحقيقها .
ولن أنسى أن الزوجين المباركين إذا وضعا هذه الأسس نصب أعينهما ، وسجلاها في ورقة يكون مع كل واحد منهما نسخة منها ، بحيث تكون ميثاقاً بينهما يراجعانه بين الحين والحين ، واتفقا بألا تكون هذه الأسس والمعالم حبراً على ورق ، بل تتحول إلى واقع يحاولان تطبيقه قدر المستطاع ، ويذكر أحدهما الآخر بأن المسألة صعبة تحتاج إلى مجاهدة وصبر وتربية ، وتعاهدا على المحاولة الجادة لتنفيذها .
فهذه معالم مباركات لكل زوجين وكل شاب وشابة مقبلين على الزواج، ينشدان السعادة الزوجية .
أضيفت في: 2012-01-27
المستشار / الشيخ:
محمد الثبيتي
أضيفت بواسطة :
الشيخ : محمد الثبيتي
عن جابررضى الله عنهما قال تزوجت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما تزوجت"فقلت تزوجت ثيبافقال"مالك وللعذارى ولعابها"وفي رواية البخاري" هلا جارية تلاعبها وتلاعبك"