القسم : فتاوىالعلاقة الزوجية قبل الدخول
عدد القراء : 578
السؤال: لقد سئمت الحياة و السبب اغتصابي من طرف شخص وعدني بالزواج و لكن المشكل أراد أن نستمر في العلاقة إلى ان يحين الوقت و لكن رفضت و تخلى عني و من ذلك الحين حافضت على نفسي كي يغفر لي ذنبي و الآن خطبني شاب و لم أصارحه بالحقيقة خفت على نفسي من الضياع و من الفساد أردت أن أستر نفسي أحس بالذنب قررت أن أبدأ بقيام الليل كي تعود لي عذريتي أتمنى أن تساعدون أريد أدعية كي يستجيب الله دعائي أنا إنسانة صالحة و أفعل الخير ربما هو إبتلاء من الله و الحمد لله ساعدوني أريد إسترجاع ما فات لأن عقد قراني الأسبوع القادم جزاكم الله الف خير و شكرا.
الجواب:
الحمد لله
هذه المأساة المسئول عنها هي إحدى نتائج العلاقات المحرمة : تعارفٌ ، ووعود ، وأكاذيب ، وعشق ، وغرام ، ثم فاحشة ودمار ، وخزي وفضيحة وعار ، ولازال الناصحون يصرخون لإيقاظ الغافلين ، وتنبيه المخدوعين ، ولا يزال دعاة الاختلاط والسوء ينافحون ويدافعون ، ويزعمون أن لا محذور في هذه العلاقات ، وأن لا ضرورة للتضييق على البنين والبنات ، ولا يكتوي بنار الإثم ، وعار الفضيحة وقلقها وهمّها إلا تلك الفتاة المخدوعة ، التي اتبعت خطوات الشيطان ، وسارت خلف الأماني والوعود الكاذبة ، وأعرضت عن أمر ربها بالقرار في البيت ، وغض البصر ، وترك الخضوع بالقول ، ولزوم الحجاب ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ويا حسرة على أهل الإسلام أن يكون هذا الفساد في مجتمعاتهم ، وأن يتسرب إلى بيوتهم ، في غفلة الآباء والأمهات ، والإخوة والأخوات .
وما أقبح الزنا ، وما أشنع عاقبته في الدنيا والآخرة ، ولهذا كان حد فاعله الجلد أو الرجم ، مع العذاب الأليم المرتقب في نار الجحيم .
قال تعالى : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) النور/2
وقال سبحانه : ( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ) الإسراء/32
وفي حديث الرؤيا التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( ... فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ قَالَ فَأَحْسِبُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ قَالَ فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا قَالَ قُلْتُ لَهُمَا مَا هَؤُلاءِ قَالَ قَالا لِي انْطَلِقْ انْطَلِقْ ... قَالَ قُلْتُ لَهُمَا فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ قَالَ قَالا لِي أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ ... َأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي ) رواه البخاري في باب إثم الزناة رقم (7047) . ومعنى ضوضوا : أي ارتفع صوتهم ولغطهم.
ولهذا فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى توبة نصوحا ، وأن تكثري من الندم والاستغفار ، وتعزمي على عدم العود لذلك أبدا ، لعل الله أن يتجاوز ويعفو عنك .
وينبغي لك أن تكثري من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى أن يسترك ولا يفضحك في الدنيا ولا في الآخر ، وأن يكفيك شر ذلك الفاجر ، وأن تتخيري أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل ، وما بين الأذان والإقامة ، والساعة الأخير من نهار الجمعة ، وأن تكثري من الطاعات ، لا سيما الصلاة والصدقة ، ولتحسني الظن بربك سبحانه ، فإنه قد قال في الحديث القدسي : ( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ) رواه البخاري (7405) ومسلم (2675).
وعند أحمد (17020) من حديث واثلة ت أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ ) وصححه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند.
فلتحسني الظن بربك سبحانه أنه ساترك ، وكافيك ، وقابلٌ توبتك ، ومصلحٌ حالك .
ولتعلمْي أنه يلزمك ستر نفسك ، وعدم إخبار أحد بذنبك ، لا زوجك ولا غيره ، بل تخفي عنه ذلك ولو سألك ، وتستعملي التورية ، فإن البكارة قد تزول بالحيضة الشديدة ، أو الوثبة ، أو غير ذلك من الأسباب .
وإذا قدر أن أحدا عرف ما حدث لك ، فليجتهد في سترك أولا ، ثم في إعانتك في محنتك .
نسأل الله تعالى أن يتوب علينا وعلى المؤمنين ، وأن يستر عوراتنا ، ويؤمن روعاتنا .
وينظر : السؤال رقم (83093)
والله أعلم .
أضيفت في: 2009-03-30 01:00:26
المفتي / الشيخ:
الإسلام سؤال وجواب
أضيفت بواسطة :
الشيخ : محمد الثبيتي
قال النبي صلى الله عليه وسلم " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " - البخاري.