القسم : ختلاف العادات والتعليم
العنوان : أنني الأن منزعج كثيرا من زواجي
عدد القراء : 2420
الإستشارة :أنا شاب متدين عمري 26 سنة متزوج من 6 شهور وزوجتي حامل ، وأنا أرغب باستشارة
أخصائي في المشاكل الزوجية لثقتي الكبيرة بهذا الموقع والأخصائيين فيه فأرجو أن لا يبخل علي بالنصيحة،مشكلتي هي
أنني الأن منزعج كثيرا من زواجي وأتمنى لو أنني لم أتزوج وأنا في تفكير دائم بهذا
الموضوع، وسامحني يا دكتور إن أطلت بشرح مشكلتي ولكني مضطر لذلك حتى تكتمل
عندك الصورة ،في البداية يا دكتور سأتكلم عن شخصيتي قليلا ثم كيف تم الزواج وما هي
شخصية زوجتي ، أنا شاب ملتزم منذ الصغر وملازم للمساجد ودور القران حيث كنت
طالبا ثم أصبحت مدرسا فيها، متميز جدا في دراستي منذ الصغر وتخرجت من كلية الهندسة
وعندي طموح عالي لانجاز أمور كثيرة في المستقبل ، مما قرأت وسمعت عن تحليل
الشخصيات فأنا أوصف بأني مثالي أحب الكمال في كل شيء حتى ملابسي وجميع أموري
ولا أرضى بالنقص ومستعد أن أرجع أي شيء اشتريته او حتى التخلص منه واستبداله
باخر مقتنع به ، رسمت في مخيلتي صورة جميلة للزواج وكيف ستكون علاقتي بزوجتي
وأطفالي وكيف هي مواصفات زوجتي المستقبلية ولكني بالرغم من هذا كنت مقتنعا ولازلت
بأن الدين هي الصفة التي على أساسها سأقبل بزوجتي ، عندما استعددت للزواج من ناحية
مادية ومعنوية قررت أن أبدأ بالبحث عن الزوجة عن طريق الأهل والأصحاب وهنا لا بد
من ذكر أنني أعمل في خارج بلدي فكان رأي والدتي بأن أتزوج من بلدي فقبلت وقلت لها
ابحثي لي عن زوجة متدينة ومتعلمة وجميلة (بمواصفات معينة)،وبعد أن وجدت عدة خيارات
قررت أن اخذ اجازة لمدة شهر أخطب وأتزوج فيها ، ذهبت ورأيت عدة فتيات الرؤية
الشرعية ولكن كانت المشكلة الوحيدة هي الالتزام الضعيف ، وأخيرا قمنا بزيارة عائلة
متدينة الأب داعية والأم كذلك وقبل أن أذهب عندهم نصحني كثير من الدعاة بأن أتوجه
اليهم وأتقدم لبنتهم ومدحوهم بشكل كبير وفعلا بعثت أمي وأختي لرؤية البنت في البداية
وكانوا معجبين جدا بدينها وجمالها فذهبت للرؤية الشرعية بعد يوم وجلست مع الفتاة
وكنت محضرا لكثير من الأسئلة التي ستكشف لي شخصية هذه الفتاة وعندما نظرت
اليها بداية قررت بأن شكلها مقبول وسأرضى بها اذا تحققت الشروط الأخرى وبدأت
أسألها عن نفسها ودراستها ونشاطاتها الدينية ونظرتها للزواج وأولويات حياتها
وطموحاتها فلم أجد إلا إجابات جيدة مع الاتزان الواضح والجدية في الكلام فسررت
أيما سرور وقلت إذا كانت هكذا تفكر فهي ما أريد ، وبما أنني في إجازة قصيرة فكان
لا بد من أن أتخذ اجراءات سريعة فقمنا بالذهاب للمحكمة وكتبنا الكتاب وبناء على ما
اتفقنا أنني سأتزوج وأسافر معها قررت هي أن تستقيل من عملها من أجل التفرغ
لتحضيرات الزواج ، وفي اليوم الأول من الخطوبة وعندما ذهبت لمنزلها لأراها ولأول مرة
دون لباس شرعي ذهبت أنا وأبي وأمي لزيارتهم فصعقت كما صعق أبي لما دخلت علينا
وهي متزينة والسبب هو ظهور كل العيوب الشكلية بدون حجاب المهم أني رأيت منها
ما أزعجني ولكني قررت أن أستمر معها لما فيها من ميزات أخرى وقراري المسبق بأن من تزوج صاحبة الدين فقد تربت يداه وهذا بنص الحديث النبوي الشريف ويوما بعد يوم كنت
أكتشف أن الصفات التي أريدها غير موجودة حقيقة فكل الاتزان الذي رأيته في الجلسة
الأولى اختفى بل وانعكس إلى خفة كبيرة حيث أنها لا تريد سوى الجلوس بجانبي والنظر
الي ووضع رأسها على صدري كنت بعد كل زيارة أعود فيها للمنزل أبدأ بالصلاة
والاستخارة ومن ثم أسأل من هم حولي من الثقات مارأيهم بالموضوع فكان الجميع
يقول لي هذا شيء طبيعي والحب يأتي مع الأيام ،المهم بعد أسبوعين من الخطبة كان
الزواج وكانت المفاجأة الحقيقة عندما ذهبنا بعد الزواج بيوم الى رحلة فيما يسمى
بشهر العسل ، في ذلك اليوم تمنيت لو أن الأرض تبتلعني لأني ومن خلال النقاش
مع زوجتي تبين لي مدى الفارق الكبير في التفكير بيننا حيث أنا أفكر بالشرق وهي بالغرب
وفي كل يوم أكتشف أنني أنفصل عنها شعوريا لا كما يقول لي الناصحون أنني سأحبها
وأتقبلها مع الأيام ، قررت بعدها أن أصارحها وأن تكون العلاقة بيننا مبنية على المصارحة
وفعلا قلت لها أنني أرغب أن تكون زوجتي فيها من المواصفات كذا وكذا وكذا فإذا أحببتي أن تغييري من نفسك
أو ننفصل من البداية طبعا كانت الإجابة التي مازالت هي أكبر عائق أمامي هي أنها تحبني
كثيرا ولا يمكن أن تتركني مهما حصل حتى لو قررت الزواج عليها وظلت الأيام تجري
وأنا في كل يوم أندم على هذا الزواج الذي لم يحقق لي السكينة ولا الحب
ولا الاشباع العاطفي ولا حتى العقلي وفي نفس الوقت فأنا غير قادر على الانفصال
من امرأة تحبني هذا الحب وتسعى جاهدة لإرضائي بكل شيء الا أن الانسجام لم يتحقق
وبدأت مع الأيام تشعر بالضيق وذلك لشعورها أنها غير قادرة على تحقيق السعادة لي بل
وبدأت تطالبني بالانفصال حتى لا تكون عائقا أمام حياتي وأنا الأن في غاية الحيرة
لا أدري ما أفعل إذا بقيت في هذا الوضع فأنا غير مرتاح ويتسبب هذا الوضع بالمشاكل
اليومية والاكتئاب المستمر الذي لاحظه علي جميع أصدقائي بعد زواجي بل ولا أخفيك
يا دكتور وبسبب عدم الاشباع العاطفي بدأت نفسي تزعجني كثيرا بالتفكير بأمور خطيرة
حتى أنني أتمنى أن أستيقظ من النوم فلا أجدها أو أنها لو تسيء معي حتى يكون لي مبرر
بتركها،
واذا قررت الزواج من أخرى فستضاف مشاكل أخرى من حيث الغيرة والحسد وغيرها إلى حياتي واذا قررت الانفصال
فأخشى أن أكون سببا في تحطيم قلب زوجتي التي تحبني كثيرا
فأرجوك يا دكتور أن تعطيني الحل الأنسب بناءا على التجارب التي عالجتها كما أرجوك أن لا تعطيني المهدءات بل العلاج حتى لو كان صعبا
كما أرجو عدم إظهار الاستشارة بهذا التفصيل وجزاكم الله خيرا
الجواب:
الحمد لله
أخي الكريم : لم أجد إلى الآن مبررا شرعيا لترك هذه المرأة بل فيها صفات جميلة طبيعية كأي إمرأة أخرى عندما قلت أنها تحب الجلوس بجوارك وتضع رأسها على صدرك ، لقد كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تضع يديها على كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنظر من النافذة على الأحباش وهم يلعبون بالرماح .
هذا تصرف طبيعي ، هل تريد المرأة أن تاتيك بالكتب وتجلس بين يديك تطلب العلم ؟
هل تريدها امرأة بلا مشاعر كالآلة تعمل ما تريد منها أنت فقط ؟
أقول اتق الله تعالى وأمسك عليك زوجك ولاعبها وأضحكها وأسعدها ولو تصنعت الحب وتصنعت الإعجاب بها ، لقد أباح الإسلام الكذب على الزوجة كأن تقول لها أنت أجمل نساء العالم وهي ليست كذلك أتعرف لماذا ؟
من أجل تنمية المودة والرحمة بينهما .
تأكد أن النساء كلهن بهذه الصفات ولن تجد امرأة أفضل منها .
وقد عجبني وصفك لنفسك أنك إذا لم يعجبك الشيء بدلته أو رميت به .
هذه صفة ليست جيدة بل إذا لم يعجبك شيء من زوجتك فانظر إلى الجوانب الإيجابية الأخرى ستجد فيها ما يرغبك .
اتق الله وحافظ على هذه الزوجة واحذر مكيدة الشيطان فإنه يوسوس لك ويبغضها لك .
لقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بخديجة وكانت أكبر منه سنا ، وتزوج بسودة بنت زمعة ولم تكن صاحبة منصب ولا جمال ..
أمسك عليك زوجك واسأل الله أن يرزقك منها الأبناء الصالحين ، وأقترح عليك أن تحضر دورة تدريبية في تنمية العلاقات الأسرية ستنتفع بها بإذن الله تعالى وفقك الله لكل خير .
أضيفت في: 2009-06-01
المستشار / الشيخ:
محمد الثبيتي
أضيفت بواسطة :
الشيخ : محمد الثبيتي
عن عمررضى الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم "انماالاعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه "البخاري