كثيرا ما يطرح في الحديث عن العلاقة بين الرجل والمرأة السؤال التالي:
هل يهتم البعض بالمشاكل ولا يجرؤ أحد على مواجهتها..؟!
كان أهم اختلاف بين الرجل والمرأة، والذي ينتهي دائما، والمؤمل على أن تنتهي المشكلة لما فيه مصلحة الطرفين، هو أن الرجل يسعى لتأمين الحياة وكسب المعيشة، بينما تسعى المرأة للنقد والشكوى، وكل منهما مخطئ إذا ادعى أنه محق، وفي الغالب يكون الحوار فلسفيا، ولا يوجد مجال للمنطق والعقل، ومع مرور الوقت ينعدم حسن الظن والنوايا في العلاقة بينهما، مما يجعلها - العلاقة الزوجية - تنحدر وتسير في مسار خطير.
وأحد التحديات الأكثر صعوبة في العلاقة بين الرجل والمرأة التصدي للاختلافات، وعدم الاتفاق ومحاولة التفهم في الأمور التي تعتري علاقتنا العاطفية، وقد يتحول النقاش بسرعة إلى جدل، وفي غمضة طرف يتحول الجدل إلى معركة، وهكذا تفاجأ بأن القضية لم تعد تقف عند مجرد طرح رأي، ولم يعد الهدف هو إقناع الطرف الآخر، والأمل الذي تسعى لتحقيقه فجأة ينحصر في تفكير كل من الرجل والمرأة في هذه اللحظة في شيء واحد وهو إيذاء الطرف الآخر، ويأتي الأذى من خلال إلقاء اللوم وبث الشكوى، وتوجيه التهم والمطالب والشك، وكل ذلك يترك جراحا غائرة، ويخلف آثاره في قلوب الآخرين، وحتى نكون مثاليين في جدالنا أو نقاشنا ينبغي ألا يكون جدالنا شريرا الهدف منه إفحام الخصم، بل بكل بساطة يكون الجدل في شكل حوار نعبر من خلاله عن نقاط الاختلاف والاتفاق وما نحب وما نكره، ولا يوجد ما يدعو للخجل من الاعتراف بعدم الاتفاق والموافقة للنقطة أو الرأي المطروح، ويجب ألا يكون هناك منتصر وخاسر في كل مرة يحتد فيها النقاش بين المرأة والرجل؛ لئلا نفقد الهدف من الحوار والنقاش.
وهنا بما أن هذا الحديث يشمل كلا من الرجل والمرأة فسنقدم بعض النصائح التي تخص الرجال ويليها نصائح للمرأة ونرجو للجميع الفائدة.
النصائح الموجهة للرجال:
تحب كل امرأة أن تشعر بأنها محاطة بالحب والاهتمام، ويمكن إحراز الكثير من المكاسب من خلال:
· مهاتفتها من العمل وإبلاغها بأنك قد تتأخر.
· إحاطتها باهتمام أكثر من الآخرين خصوصا في الأماكن العامة.
· الوقوف بصفها عندما تختلف مع شخص ما.
· الإسراع بالسلام عليها ومعانقتها وتقبيلها عندما تصل للمنزل قبل القيام بشيء آخر.
· توديعها بقبلة قبل مغادرتك للمنزل.
· مفاجأتها بهدية ولو بسيطة أو باقة من الزهور.
· إرسال رسائل تخبرها بأنك تشتاق لها ومتلهف لرؤيتها ولو لم يكن الشعور هذا حقيقيا.
ونقول لك عزيزتي المرأة: إن زوجك يحب أن تشعريه بحاجتك إليه، ويمكنك التربع على عرش قلبه من خلال القيام بالخطوات التالية:
· الاعتذار له عن الخطأ وطلب السماح منه والعفو.
· طلب العودة منه دون إلحاح.
· عدم تقديم التوجيهات مباشرة بل تقدم النصيحة في شكل توسل.
· لا تشعريه بالنقص والرفض.
· لا تكوني بخيلة في مدحه والثناء عليه.
· شكره والدعاء له على ما يبذل ويقدِّم بحضرته وغيابه.
· لا تنسي السلام عليه وتقبيله عند الوداع والخروج من المنزل.
وتعد هذه الطريقة التي يتعامل فيها كل من الرجل والمرأة مع الضغوط من أكبر الاختلافات بين الجنسين، فالرجال يفضلون اللجوء إلى العزلة عند حدوث المشاكل، أما النساء فيفضلن التحدث مع الآخرين عن المشاكل التي تواجههن، ويؤدي عدم فهم وقبول هذا الاختلاف الأساسي بين الجنسين إلى حدوث احتكاك غير ضروري في علاقتنا، وعليه ماذا ينبغي للمرأة أن تفعل...؟
يجب على المرأة أن تقوم بالآتي:
· لا تجعلي زوجك يشعر بالذنب عندما ينطوي ويختلي بنفسه.
· ساندي زوجك خلال فترة عزلته بتوفير الهدوء له وعدم إزعاجه.
· لا ترفضي حاجته إلى الاعتزال.
· لا تحاولي مساعدته على حل مشكلته بتقديم الحلول.
· لا تحاولي رعايته ومشاركته همه بطرح أسئلة عن مشاعره.
· لا تجلسي بجوار باب غرفته منتظرة خروجه من عزلته.
· كل ما عليك فعله إشغال نفسك بما يشعرك بالسعادة، واستمتعي بوقتك، وعبري عن سعادتك عند رؤية زوجك خارجا من عزلته.
الرجال لا يحتاجون إلى الكثير كي يشعروا بالسعادة، فقط كل ما يحتاجون إليه هو:
(الثقة، القبول، الثناء، الإعجاب، الموافقة، التشجيع).
هذا كل ما يحتاجون إليه ليشعروا بأنهم محبوبون ومحبون، وسيكون حبهم باقيا ومستمرا إن شاء الله.
تتمة الحديث في الجزء القادم بإذن الله...